الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **
ولم يحجّ ركب العراق وحجّ ركب الشام فنهبهم صاحب مكة محمد بن أبي هاشم ونهبتهم العربان عشر مرات وتوصّل من سلم في حال عجيبة. وفيها توفي حمد بن أحمد بن الحسن أبو الفضل الأصبهاني الحداد روى ببغداد وأصبهان عن علي بن ماشاذه وعلي بن عبد كويه وطائفة وروى [الحلية] ببغداد توفي في جمادى الأولى. وسليمان بن إبراهيم الحافظ أبو مسعود الأصبهاني. قال السمعاني: جمع وصنَّف وخرَّج على الصحيحين وروى عن محمد بن إبراهيم الجرجاني وأبي بكر بن مردويه وخلق ولقي ببغداد أبا بكر المنقِّي وطبقته وقد تكلِّم فيه توفي في ذي القعدة عن تسع وثمانين سنة وشهر ين. وأبو الفضل الدقاق عبد الله بن علي بن أحمد بن محمد بن ذكرى البغدادي الكاتب روى عن أبي الحسين بن بشران وغيره وكان صالحًا ثقة. والشيخ أبو الفرج الشيرازي الحنبلي عبد الواحد بن علي الواعظ الفقيه القدوة سمع بدمشق من أبي الحسن بن السمسار وأبي عثمان الصابوني وتفقه ببغداد زمانًا على القاضي أبي يعلى ونشر بالشام مذهب أحمد وتخرّج به الأصحاب وكان إمامًا عارفًا بالفقه والأصول صاحب حال وعبادة وتألّهٍ وكان تتش صاحب الشام يعظّمه لأنه كاشفه مرّة توفي في ذي الحجة وفي ذريته مدرسون وعلماء. وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف البغدادي الرجل الصالح. روى عن أبي الفتح بن أبي الفوارس وأبي الفرج الغوري وبه ختم حديثهما وكان ثقةً مأمونًا خيّرًا. وشيخ الإسلام الهكَّاري أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الأموي من ذرية عتبة بن أبي سفيان بن حرب وكان صالحًا زاهدًا ربانيًا ذا وقارٍ وهيبة وأتباع ومريدين رحل في الحديث وسمع من أبي عبد الله بن نظيف الفرّاء وأبي القاسم بن بشران وطائفة. قال ابن ناصر: توفي في أوّل السنة وقال ابن عساكر: لم يكن موثَّقًا في راويته. قلت: ولد سنة تسع وأربعمائة. وأبو الحسن الأنباري علي بن محمد بن محمد بن الأخضر الخطيب في شوال عن أربع وتسعين سنة. وكان آخر من حدَّث عن أبي أحمد الفرضي وسمع أيضًا من أبي عمر بن مهدي وطائفة وتفقه لأبي حنيفة وكان ثقة نبيلًا عالي الإسناد. وأبو المظفَّر موسى بن عمران الأنصاري النيسابوري مسند خراسان في ربيع الأول وله ثمان وتسعون سنة روى عن أبي الحسن العلوي والحاكم وكان من كبار الصوفية. وأبو الفتح نصر بن الحسن التنكتي الشاشي نزيل سمرقند وله ثمانون سنة. روى [صحيح مسلم] عن عبد الغافر وسمع بمصر من الطفَّال وجماعة ودخل الأندلس للتجارة فحدّث بها وكان ثقة. وهبة الله بن عبد الوارث الشيرازي أبو القاسم الحافظ محدّث جوّال سمع بخراسان والعراق وفارس واليمن ومصر والشام وحدَّث عن أحمد ابن عبد الباقي بن طوق وأبي جعفر بن المسلمة وطبقتهما ومات كهلًا وكان صوفيًا صالحًا متقشفًا. سنة سبع وثمانين وأربعمائة في أوّلها علّمن المقتدي بالله على تقليد السلطان بركياروق وخطب له ببغداد ولقِّب ركب الدين ومات الخليفة من الغد فجأةً ورجع قسيم الدولة آقسنقر ببعض جيش بركياروق فالتقاه تتش بقرب حلب فانهزم الحلبيون وأسر آقسنقر فذبحه تتش صبرًا وساق فحاصر حلب فافتتحها. وأسر بوزان وكربوقا فذبح بوزان وبعث برأسه إلى أهل حرّان فسلّموا له البلد ثم سار فأخذ الجزيرة وخلاط وأذربيجان جميعها وكثرت جيوشه واستفحل شأنه فقصده بركياروق فكبس عسكر تتش بركياروق فانهزم ونهبت خزائنه وأثقاله. وفيها توفي أبو بكر بن خلف الشيرازي ثم النيسابوري مسند خراسان أحمد بن علي بن عبد الله بن بن عمر بن خلف روى عن الحاكم وعبد الله بن يوسف وطائفة قال عبد الغافر: هو شيخنا الأديب المحدّث المتقن الصحيح السماع ما رأينا شيخًا أروع منه ولا أشدّ إتقانًا توفي في ربيع الأول وقد نيَّف على التسعين. وآقسنقر قسيم الدولة أبو الفتح مولى السلطان ملكشاه وقيل هو لصيق به وقيل اسم أبيه الترعان لمّا افتتح ملكشاه حلب استناب عليها آفسنقر في سنة ثمانين وأربعمائة فأحسن السياسة وضبط الأمور وتتبّع المفسدين حتى صار دخله من البلد كل يوم ألفًا وخمسمائة دينار. ذكرنا أنه أسر في المصاف ثم قتل في جمادى الأولى ودفن بمشهد قريبا مدّة ثم نقله ولده الأتابك زنكي فدفنه بالمدرسة الزجاجية داخل حلب. وأبو نصر الحسن بن أسد الفارقي الأديب صاحب النظم والنثر وله الكتاب المعروف في الألغاز توثَّب بميّافارقين على الإمرة ونزل بقصر الإمرة وحكم أيامًا ثم ضعف وهرب ثم قبض عليه وشنق. والمقتدي بالله أبو القاسم عبد الله بن الأمير ذخيرة الدين محمد بن القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله بن الأمير إسحاق بن المقتدر العباسي بويع بالخلافة بعد جدّه في ثالث عشر شعبان سنة سبع وستين وله تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر ومات فجأة في ثامن عشر المحرم عن تسع وثلاثين سنة وبويع بعده ابنه المستظهر بالله أحمد وقيل إن جاريته سمَّته وكان ديّنًا خيرًا أمر بنفي الحواظي والمغنيات من بغداد. وكانت الخلافة في أيامه باهرةً وافرة الحرمة. وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيِّصي عليّ بن محمد بن علي الفقيه الشافعي الدمشقي الفرضي في جمادى الآخرة وله سبع وثمانون سنة. روى عن أبي محمد بن أبي نصر وممد بن عبد الرحمن القطّان والكبار وأدرك ببغداد أبا الحسن الحمَّامي وببلد ابني الصَّيّاح وبمصر أبا عبد الله بن نظيف وكان فقيهًا ثقةً. وابن ماكولا الحافظ الكبير الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن علي ابن جعفر العجلي الجرباذقاني ثم البغدادي النسّابة صاحب التصانيف ولم يكن ببغداد بعد الخطيب أحفظ منه ولد بعكبرت سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ووزر أبوه للقائم وولي عمه الحسين قضاء القضاة سمع من أبي طالب بن غيلان وطبقته قال الحميدي: ما راجعت الخطيب في شيء إلا وأحالني على الكتاب وقال: حتى أكشفه وما راجعت ابن ماكولا إلا وأجابني حفظًا كأنه يقرأ من كتاب وقال أبو سعد السمعاني: كان لبيبا عارفًا ونحوًا مجوّدًا وشاعرًا مبرّزًا. قلت: اختلف في وفاته على أقوال قتله مماليكه بالأهواز وأخذوا ماله في هذه السنة على بعض الأقوال. وأبو عامر الأزدي القاضي محمود بن القاسم بن القاضي أبي منصور محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد المهلَّبي الهروي الفقيه الشافعي راوي [جامع الترمذي] عن الجرّاحي قال أبو نصر الفامي عديم النظير زهدًا وصلاحًا وعفة ولد سنة أربعمائة وتوفي في جمادى الآخرة رحمه والمستنصر بالله أبو تميم معدّ بن الظاهر علي بن الحاكم منصور بن العزيز بن المعزّ العبيدي الرافضي صاحب مصر وكانت أيامه ستّين سنة وأربعة أشهر وقد خطب له ببغداد في سنة إحدى وخمسين ومات في ذي الحجة عن ثمان وستين سنة وبويع بعده ابنه المستعلي. سنة ثمان وثمانين وأربعمائة فيها قامت الدولة على أحمد خان صاحب سمرقند وشهدوا عليه بالزَّندقة والانحلال فأفتى الأئمة بقتله فخنقوه وملّكوا ابن عمه. وفيها التقي تتش وابن أخيه بركياروق بنواحي الريّ فانهزم عسكر تتش وقاتل هو حتى قتل واستوثق الأمر لبركياروق وكان رصوان بن تتش قد سار إلى بغداد لينزل بها فلما قارب هيت جاءه نعي أبيه فردَّ ودخل حلب ثم قدم عليه من الوقعة أخوه دقاق فأرسله متولِّي قلعة دمشق الخادم ساوتكين فسار سرًّا من أخيه وتملّك دمشق ثم توصّل طغتكين وبعض جيش تتش فأكرمهم دقاق وتزوج طغتكين بأم دقاق. وفيها قدم الغزالي دمشق متزهدًا وصنّف [الإحياء] وأسمعه بدمشق وأقام بها سنتين ثم حجّ وردَّ إلى وطنه. وفيها توفي أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون البغدادي الحافظ في رجب عن اثنتين وثمانين سنة وشهر روى عن أبي علي بن شاذان والبرقاني وطبقتهما وكتب مالا يوصف وكان ثقةً ثبتًا صاحب حديث. قال أبو منصور بن خيرون كتب عمّي عن أبي علي بن شاذان ألف جزء وقال السِّلفي: كان يحيى بن معين وقته: رحمه الله. وأمير الجيوش بدر الأرمني ولي إمرة دمشق في سنة خمس وخمسين وأربعمائة وانفصل بعد عام ثم وليها والشام كلّه في سنة ثمان وخمسين ثم صار إلى الديار المصرية والمستنصر في غاية الضعف فشدَّ دولته وتصرّف في الممالك وولي وزارة السيف والقلم وامتدَّت أيامه ولما أيس منه ولي الأمر بعده الأفضل توفي في ذي القعدة. وتتش السلطان تاج الدولة أبو سعيد بن السلطان ألب أرسلان بن داود بن مكائيل بن سلجوق التركي السلجوقي كان شهمًا شجاعًا مقدامًا فاتكأ واسع الممالك كاد أن يستولي على ممالك أخيه ملكشاه قتل بنواحي الريّ وتملّك بعده ابناه بحلب ودمشق. ورزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث الإمام أبو محمد التميمي البغدادي الفقيه الواعظ شيخ الحنابلة قرأ القرآن على أبي الحسن الحمّامي وتقدّم في الفقه والتفسير وألأصول والعربية واللغة وحدّث عن أبي الحسن بن المتيّم وأبي عمر بن مهدي والكبار توفي في نصف جمادى الأوّل عن ثمان وثمانين سنة. قال أبو علي ابن سكرة: قرأت عليه ختمة لقالون وكان كبير بغداد وجليلها وكان يقول: كل الطوائف تدَّعيني. وأبو يوسف القزويني عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار شيخ المعتزلة وصاحب التفسير الكبير الذي هو أزيد من ثلاثمائة مجلد درس الكلام على القاضي عبد الجبار بالريّ وسمع منه ومن أبي عمر بن مهدي الفارسي وتنقل في البلاد ودخل مصر وكان صاحب كتب كثيرة وذكاء مفرط وتبحُّرٍ في المعارف واطلاع كثير إلاّ أنه كان داعيةً إلى الاعتزال مات في ذي القعدة وله خمس وتسعون سنة وأشهر. وأبو الحسن الحصري المقرئ الشاعر نزيل سبتةّ علي بن عبد الغني الفهري وكان مقرئًا محققًا وشاعرًا مفلقًا مدح ملوكًا ووزراء. والمعتمد على الله أبو القاسم محمد بن المعتضد عبّاد بت القاضي محمد ابن إسماعيل اللَّخمي الأندلسي صاحب الأندلس كان ملكًا جليلًا وعالمًا ذكيًا وشاعرًا محسنًا وبطلًا شجاعًا وجوادًا ممدّحًا كان بابه محطَّ الرِّحال وكعبة الآمال وشعره في الذروة العليا ملك من الأندلس من الرِّحال وكعبة الآمال وشعره في الذروة العليا ملك من الأندلس من المدائن والحصون والمعاقل مائة وثلاثين مسوّرًا وبقي في المملكة نيِّفًا وعشرين سنة وقبض عليه أمير المسلمين ابن تاشفين لمّا قهره وغلب على ممالكه وسجنه بأغمات حتى مات في شوال بعد أربع سنين من زوال ملكه وخلع من ملكه عن ثمانمائة سربَّة ومائة وثلاثة وسبعين ولدًا وكان راتبه في اليوم ثمانمائة رطل لحم. ومحمد بن علي بن أبي صالح البغوي الدبّاس آخر من روى [الترمذي] عن الجرّاحي توفي ببغشور في ذي القعدة وكان من الفقهاء. وقاضي القضاة الشامي أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران الحموي الشافعي كان من أزهد القضاة وأورعهم وأتقاهم لله وأعرفهم بالمذهب ولد بحماة سنة أربعمائة وسمع ببغداد من عثمان بن دوست وطائفة وولي بعد أبي عبد الله الدَّامغاني وكان من أصحاب القاضي أب الطيّب الطبري لم يأخذ على القضاء رزقًا ولا غيَّر ملبسه كان له كارك في الشهر بدينار ونصف يتقنع به قال أبو علي بن سكّرة: أما العلم فكان يقال: لو رفع المذهب أمكنه أن يمليه من صدره. قلت: تفي في عاشر شعبان رحمه الله. وأبو عبد الله الحميدي محمد بن أبي نصر فتّوح ابن عبد الله بن فتّوح ابن حميد بن يصل الميورقي الأندلسي الحافظ العلامة مؤلف [الجمع بين الصحيحين] توفي في ذي الحجة عن نحو سبعين سنة وكان أحد أوعية العلم صحب أبا محمد بن حزم مدّة بالأندلس وابن عبد البرّ ورحل في حدود الخمسين وسمع بالقيروان والحجاز ومصر والشام والعراق وكتب عن خلق كثير وكان ظاهريّ المذهب دؤوبًا على طلب العلم كثير الاطلاع ذكيًا فطنًا صيِّنًا ورعًا أخباريًا متفنِّنًا كثير التصانيف حجة ثقة رحمه الله. ونجيب بن ميمون أبو سهل الواسطي ثم الهروي روى عن أبي علي الخالدي وجماعة وعاش بضعًا وتسعين سنةً. سنة تسع وثمانين وأربعمائة فيها حاصر كربوقًا الموصل تسعة أشهر وأخذها وفارقها صاحبها إبراهيم فسار إلى الأمير صدقة ملك العرب. وفيها توفي أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني الكرجي ثم البغدادي في ربيع الآخر وله ثلاث وسبعون سنة تفرَّد بسنن سعيد بن منصور عن أبي علي بن شاذان وكان صالحًا زاهدًا منقبضًا عن الناس ثقةً حجَّة حسن السيرة. وأبو منصور الشِّيحي عبد المحسن بن محمد بن علي البغدادي المحدّث التاجر السفّار. روى عن ابن غيلان والعتيقي وطبقتهما ولد سنة إحدى وعشرين وسمع بدمشق ومصر والرحبة وكتب وحصّل الأصول. وعبد الملك بن سراج أبو مروان الأموي مولاهم القرطبي لغويّ الأندلس بلا مدافعة توفي في ذي الحجة عن تسعين سنة. روى عن يونس بن مغيث ومكِّي بن أبي طالب وطائفة وكان من أوعية العلم. وأبو عبد الله الثقفي القاسم بن الفضل بن أحمد رئيس أصبهان ومسندها عن اثنتين وتسعين سنة. روى عن محمد بن إبراهيم الجرجاني وابن محمش وطبقتهما بأصبهان ونيسابور وبغداد والحجاز. وأبو بكر بن الخاضبة محمد بن أحمد بن عبد الباقي البغدادي الحافظ مفيد بغداد. روى عن أبي بكر الخطيب وابن المسلمة وطبقتهما ورحل إلى الشام وسمع من طائفة وكان محبّبًا إلى الناس كلهم لدينه وتواضعه ومروءته ومسارعته في قضاء حوائج الناس مع الصِّق والورع والصيانة التامة وطيب القراءة. قال ابن طاهر: ما كان في الدنيا أحدٌ أحسن قراءة للحديث منه. وقال أبو الحسن الفصيحي: ما رأيت في المحدّثين أقوم باللغة من ابن الخاضبة توفي في ربيع الأول وشيَّعه خلائق.
وابو عبد الله العميري محمد بن علي بن محمد الهروي العبد الصالح في المحرم وله إحدى وتسعون سنة وأوّل سماعه سنة سبع وأربعمائة وقد رحل إلى نيسابور وبغداد وروى عن أبي بكر الحيري وطبقته وكان من أولياء الله تعالى قال الدقّاق: ليس له نظير بهراة. قال أبو النصر الفامي: توحّد عن أقرانه بالعلم والزهد في الدنيا وإتقان في الرواية والتجرد من الدنيا. وأبو المظفّر السمعاني منصور بن محمد بن عبد الجبار التميمي المروزي العلامة الحنفي ثم الشافعي برع على والده أبي منصور في المذهب وسمع أبا غانم الكراعي وطائفة ثم تحوّل شافعيًا وصنّف التصانيف وخرّج له الأصحاب توفي في ربيع الأول عن ثلاث وستين سنة. سنة تسعين وأربعمائة فيها قتل أرسلان أرغون بن السلطان ألب أرسلان السلجوقي صاحب مرو وبلخ ونيسابور وترمذ وكان جبّارًا عنيدًا قتله غلام له وكان بركياروق قد جهّز الجيش مع أخيه سنجر لقتال عمه أرغون فبلغهم قتله بالدامغان فلقيهم بركياروق وسار فتسلّم نيسابور وغيرها بلا قتال ثم تسلّم بلخ وخطبوا له بسمر قند ودانت له الممالك واستخلف سنجر على خراسان وكانن حدثًا فرتّب في خدمته من يسوس المملكة واستعمل على خوارزم محمد بن أنشتكين مولى الأمير ملكايل السلجوقي ولقّبه خوارزم شاه وكان عادلًا محبًّا للعلماء وبعده ولي ابنه أتسز. وفيها التقى الأخوان دقاق ورضوان ابنا تتش بقنّسرين فانكسر دقاق ونهب عسكره ثم تصالحا على أن أن يقدّم أخاه في الخطبة بدمشق. وفيها أقام رضوان بحلب دعوة العبيدين وخطب للمستعلي برأي منجمه أسعد الباطني ثم بعد شهر أنكر عليه صاحب أنطاكية وغيره فأعاد الخطبة العباسيّة. وفيها خرجت الفرنج بجموعها ونازلت باغي سان بأنطاكية ووصلوا إلى فامية وكفرطاب واستباحوا تلك النواحي. وفيها توفي أبو يعلى العبدى أحمد بن محمد بن الحسن البصري الفقيه ويعرف بابن الصوّاف شيخ مالكية العراق وله تسعون سنة. تفقّه على القاضي على ابن هارون وحدّث عن البرقاني وطائفة وكان علامة زاهدًا مجدًّا في العبادة عارفًا بالحديث. قال بعضهم: كان إمامًا في عشرة أنواع من العلم توفي في رمضان بالبصرة. وأبو نصر السمسار عبد الرحمن بن محمد الأصبهاني توفي في المحرم وهو آخر من حدّث عن محمد بن إبراهيم الجرجاني. وأبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس رئيس همذان ومحدّثها. أجاز له أبو بكر بن لال وسمع محمد بن أحمد بن حمدويه الطوسي والحسين بن فتحويه مات في جمادى الآخرة عن خمس وتسعين M0ن. روى عنه أبو زرعة. والفقيه نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي النابلسي أبو الفتح الزاهد شيخ الشافعية بالشام وصاحب التصانيف كان إمامًا علامة مفتيًا محدّثًا حافظًا زاهدًا متبتلًا ورعًا كبير القدر عديم النظير سمع بدمشق من عبد الرحمن بن الطبيز وأبي الحسن بن السمسار وطائفة وبغزّة من محمد بن جعفر الميماسي وبآمد وصور والقدس وآمل وصنّف. وكان يقتات من غلّة تحمل إليه من أرض له بنابلس وهو بدمشق فيخبز له كل ليلة قرصة في جانب الكانون. عاش أكثر من ثمانين سنة وتوفي يوم عاشوراء. ويحيى بن أحمد السيبي أبو القاسم القصري المقرئ ببغداد وله مائة وسنتان. قرأ القرآن على أبي الحسن الحمّامي وسمع أبا الحسن بن الصَّلت وأبا الحسين بن بشران وجماعة ختم عليه خلق وكان خيّرًا ثقة توفي في ربيع الآخر وكان يمشي ويتصرّف في مصالحه في هذا السنّ. سنة إحدى وتسعين وأربعمائة في جمادى الأولى ملكت الفرنج أنطاكية بالسيف ونجا صاحبها باغي سيان في ثلاثين فارسًا ثم ندم حتى غشي عليه من الغمّ فأركبوه فلم يتماسك فتركوه ونجوا فعرفه أرمني حطّاب فقطع رأسه وحمله إلى ملك الفرنج وعظم المصاب على المسلمين برواح أنطاكية وأهلها ثم أخذت الفرنج المعرّة وكفرطاب بالسيف ثم تجمع عساكر الجزيرة والشام فعملوا مع الفرنج مصافًّا فتخاذلوا وهزمتهم الفرنج. وفيها توفي أبو العباس أحمد بن عبد الغفار بن أشتة الأصبهان. روى عن علي بن ميلة وأبي سعيد النقاش وطائفة وعاش اثنتين وثمانين سنة. وسهل بن بشر أبو الفرج الإسفراييني ثم الدمشقي الصوفي المحدّث سمع بدمشق من ابن سلوان وطائفة وبمصر من الطفال وطبقته ولد ببسطام في سنة تسع وأربعمائة ومات بدمشق في ربيع الأول. وطرّاد بن محمد بن علي النقيب الكامل أبو الفوارس الهاشمي العباسي الزينبي البغدادي نقيب النقباء ومسند العراق. روى عن هلال الحفّار وابن رزقويه وأبي نصر النرسي وجماعة وأملى مجالس كثيرة وازدحموا عليه ورحلوا إليه وكان أعلى الناس منزلة عند الخليفة توفي في شوال وله ثلاث وتسعون سنةً. وأبو الحسن الكرجي مكي بن منصور بن محمد بن علان الرئيس السلار نائب الكرج ومعتمدها توفي بأصبهان في جمادي الأولى عن بضع وتسعين سنة رحل وسمع من الحيري والصيرفي وأبي الحسين بن بشران وجماعة. وكان محمود السيرة وافر الحرمة. وهبة الله بن عبد الرزاق أبو الحسن الأنصاري البغدادي رئيس جليل خيّر توفي في ربيع الآخر عن تسع وثمانين سنة. روى عن هلال وجماعة وهو آخر من حدَّث عن أبي الفضل عبد الواحد التميمي. سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة فيها انتشرت دعوة الباطنية بأصبهان وأعمالها وقويت شوكتهم وأخذت الفرنج لعنهم الله بيت المقدس بكرة يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان بعد حصار شهر ونصف. قال ابن الأثير: قتلت الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفًا. وفيها ابتداء دولة محمد بن السلطان ملكشاه وكان أخوه بركياروق أقطعه كنجه فكبر وطلع شهمًا شجاعًا مهيبًا فتسارعت إليه العساكر فسار إلى الريّ فتملكها فسار إلى خدمته سعد الدولة كوهرايين فاحترمه وولاه نيابة بغداد فجاء وأقام بها الخطبة لمحمد. ولقّبوه غياث وفيها توفي أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي اليوسفي ثقة جليل القدر. روى عن أبي علي بن شاذان وطبقته توفي في شعبان وله إحدى وثمانون سنة. وأبو القاسم الخليلي أحمد بن محمد الدُّهقان عن مائة سنة وسنة وسنة حدَّث ببلخ بمسند الهيثم بن كليب عن أبي القاسم الخزاعي عنه توفي في صفر. وأبو تراب المراغي عبد الباقي بن يوسف نزيل نيسابور. قال السمعاني: عديم النظير في فنه بهيّ المنظر سليم النفس عاملٌ بعلمه نفّاعٌ للخلق فقيه النفس قويّ الحفظ تفقه ببغداد على أبي الطيّب الطبري وسمع أبا علي بن شاذان توفي في ذي القعدة وله إحدى وتسعون سنة. والخلعي القاضي أبو الحسن علي بن الحسن المصري الفقيه الشافعي وله ثمان وثمانون سنة سمع عبد الرحمن بن عمر النحاس وأبا سعد الماليني وطائفة وانتهى إليه علوّ الإسناد بمصر قال ابن سكّرة: فقيه له تصانيف ولي القضاء وحكم يومًا واستعفى وانزوى بالقرافة توفي في ذي الحجة. قلت: وكان يوصف بدين وعبادة. وأبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزاز ببغداد وتوفي يوم عرفة عن اثنتين وثمانين سنة. روى عن أبي علي بن شاذان والحرفي. ومكّي بن عبد السلام وأبو القاسم بن الرميلي المقدسي الحافظ أحد من استشهد بالقدس رحل وجمع وغني بهذا الشأن وكان ثقة متحريًا. روى عن محمد بن يحيى بن سلوان المازني وأبي عثمان بن ورقا وعبد الصمد بن المأمون وطبقتهم. وعاش ستين سنة. سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة فيها قدم السلطان بركياروق بغداد وفي خدمته صاحب الحلَّة صدقة بن مزيد فأعيدت خطبته ولم يؤاخذ كوهرايين ثم سار بالعساكر فالتقى هو وأخوه محمد فانهزم جيش بركياروق وسار في خمسين فارسًا فدخل خراسان فالتقاه أخوه سنجر فانهزم الجمعان وذلك من أغرب الاتفاق فسار بركياروق إلى جراجان ثم دخل البريّة وطلب أصبهان فسبقه أخوه محمد إليها. وفيها لقي كمشتكين بن الدانشمند صاحب ملطية وسيواس الفرنج بقرب ملطية فكسرهم , اسر ملكهم بيمند ووصل في البحر سبعة قوامص فأخذوا قلعة أنكوريّة وقتلوا أهلها. قال ابن الأثير: فالتقاهم ابن الدانشمند فلم يفلت أحد من الفرنج سوى ثلاثة آلاف هربوا في الليل قال: وكانوا ثلاثمائة ألف. وفيها توفي العبّاداني أبو طاهر جعفر بن محمد القرشي البصري روى عن أبي عمر الهاشمي أجزاء ومجالس وكان شيخًا صالحًا أميًا معمّرًا. والنعالي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة البغدادي الحمّامي رجل عاميّ من أولاد المحدّثين عمَّر دهرًا وانفرد بأشياء. روى عن أبي عمر بن مهدي وأبي سعد الماليني وطائفة. توفي في صفر. وسليمان بن عبد الله بن الفتى أبو عبد الله النَّهراوني النحوي اللغوي صاحب التصانيف من ذلك كتاب [القانون] في اللغة عشر مجلدات وكتاب في [التفسير] تخرّج به أهل أصبهان وروى عن أبي طالب بن غيلان وغيره وهو والد الحسن مدرس النظامية. وعبد الله بن جابر بن ياسين أبو محمد الحنّائي الحنبلي تفقه على القاضي أبي يعلى وروى عن أبي علي بن شاذان وكان ثقة نبيلًا. وعبد القاهر بن عبد السلام أبو الفضل العباسي النقيب المكّي المقرئ أخذ القرءات عن أبي عبد الله الكاريني وتصدّر للإقراء ببغداد. وأبو الفضل عبد الكريم بن المؤمّل السلمي الكفرطابي ثم الدمشقي البزاز. روى جزءًا عن عبد الرحمن بن أبي نصر. وعميد الدولة أبو منصور محمود بن فخر الدولة محمد بن محمد بن جهير الوزير وزر للمقتدي بالله سنة اثنتين وسبعين ثم عزل بعد خمس سنين بالوزير أبي شجاع ثم وزر سنة أربع وثمانين وإلى أن مات. وكان رئيسًا كافيًا شجاعًا مهيبًا فصيحًا مفوّهًا أحمق صودر قبل موته وحبس ثم قتل سرًّا. سنة أربع وتسعين وأربعمائة فيها التقى الأخوان بركياروق ومحمد فانهزم محمد وأسر وزيره مؤيد الملك وذبح ووصل محمد إلى جرجان فبعث له أخوه سنجر أموالًا وكسوة ثم تعاهدا وأما بركياروق فصار في مائة ألف فأذن لعسكره في التفرق للغلاء وبقي في عسكر قليل فقصده أخواه ففرّ إلى همذان ونقصت بذلك حرمته ثم فرّ إلى خوزستان وهو في خمسة آلاف ضعفاء جياع فدخل بغداد وتمرّض ومدَّ جنده أيديهم إلى أموال الرعية فوصل سنجر ومحمد إلى بغداد فتقهقر بركياروق إلى واسط وهو مريض وأكثر من معه مجمعة وفي هذا الوقت كثرت الباطنية بالعراق والجبل وزعيمهم الحسن بن الصبَّاح فملكوا القلاع وقطعوا السبل وأهمّ الناس شأنهم واستفحل أمرهم لاشتغال أولاد ملكشاه بنفوسهم. وفيها حاصر كندفري - الذي أخذ القدس - عكّا فأصابه سهم قتله فسار أخوه بغدوين إلى القدس فاتفق دقاق بن تتش صاحب دمشق وجناح الدولة صاحب حمص وكسروا الفرنج. وفيها أخذت الفرنج حيفا وأرسوف بالأمان وأخذت سروج بالسيف ثم أخذوا قيسارية بالسبف. وفيها توفي أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات الدمشقي روى عن عبد الرحمن بن أبي نصر وجماعة ولكنه رافضيّ معتزلي وله كتب موقوفة بجامع دمشق. وأبو الفرج الزاز شيخ الشافعية بخراسان عبد الرحمن بن أحمد السرخسي ثم المروزي تلميذ القاضي حسين وكان يضرب به المثل في حفظ المذهب وورعه إليه المنتهى عاش نيفًا وستين سنة. وعبد الواحد بن الأستاذ أبي القاسم القشيري أبو سعيد. وكان صالحًا عالمًا كثير الفضل. روى عن علي بن محمد الطرازي وجماعة وسماعه حضور في الرابعة من الطرازي. توفي في جمادى الآخرة. وأبو الحسن المديني علي بن أحمد بن الأخرم النيسابوري المؤذِّن الزاهد أملى مجالس عن أبي وعزيري بن عبد الملك أبو المعالي الجيلي القاضي شيذلة شيخ الوعاظ بالعراق مؤلف كتاب [مصارع العشاق] توفي في صفر. ونصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر أبو الخطاب البزاز مسند بغداد روى عن أبي محمد بن البيِّع وابن رزقويه وطائفة توفي في ربيع الأول عن ست وتسعين سنة وكان صحيح السماع انفرد بالرواية عن جماعة.
|